ملخص المقال
كان ابن رجب أحد أئمة الحفاظ الكبار والعلماء الزهاد والأخيار، وقدوة الحفاظ، وجامع الشتات والفضائل.
هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ الزاهد الورع عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي ثم الدمشقي، أبو الفرج، زين الدين، شيخ الحنابلة وفاضلهم، أحد الأئمة الزهاد، والعلماء العباد، وقدوة الحفاظ، وجامع الشتات والفضائل، صاحب التصانيف من بيت علم وكان والده وجده من العلماء.
وُلد ابن رجب في بغداد سنة 736هـ= 1335م، ثم رحل مع والده في سنة 744هـ، إلى دمشق ونشأ فيها، واشتغل بسماع الحديث ورحل فيه، حيث سمع من خلق كثير، وأخذ عن جم غفير، ونقل وحفظ كثيرًا من كلام السلف والمتقدمين حتى أتقن معرفة فنون الحديث وعلله ومعانيه.
كان ابن رجب أحد أئمة الحفاظ الكبار والعلماء الزهاد والأخيار، وكان فقيرًا متعففًا غنى النفس لا يخالط ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات، وكان لا يعرف شيئًا من أمور الدنيا، فارغًا عن الرئاسة، ليس له شغل إلا الاشتغال بالعلم.
صنف ابن رجب مصنفات مفيدة ومؤلفات عديدة منها: شرح جامع الترمذي، وجامع العلوم والحكم في الحديث وهو المعروف بشرح الأربعين، وفضائل الشام، والاستخراج لأحكام الخراج، والقواعد الفقهية، ولطائف المعارف، وفتح الباري في شرح صحيح البخاري لكنه لم يتمه، وذيل طبقات الحنابلة، والاقتباس من مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس، وأهوال القبور، وكشف الكربة في وصف حال أهل الغربة، والتوحيد، ورسالة في معنى العلم، وغير ذلك من الكتب النافعة المفيدة.
توفى ابن رجب في دمشق سنة 795هـ= 1393م، وقد ذكر أنه قال عند خروج روحه ثلاثين مرة: "يا لله العفو" وقبره معروف بمقابر باب الصغير، قيل إنه جاء لمن حفر لحده قبل أن يموت بأيام فقال له: احفر لي لحدًا وأشار إلى البقعة التي دفن فيها فحفر له فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه وقال: هذا جيد ثم خرج وما هي إلا أيام وقد أُتيَ به ميتًا محمولًا في نعشه.
قيل عنه: وحيد عصره، وفريد دهره، والزاهد القدوة البركة الحافظ العمدة الثقة الحجة أوعظ المسلمين، مفيد المحدثين، كان رحمه الله تعالى إمامًا ورعًا زاهدًا مالت القلوب بالمحبة إليه، وأجمعت الفرق عليه، وكانت مجالس تذكيره نافعة للناس[1].
[1] ابن ناصر الدين: الرد الوافر، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1393هـ، ص: 106، 107، وابن المِبْرَد: الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد، تحقيق: الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكتبة العبيكان، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1421هـ= 2000م، 1/46- 53، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 3/ 295.
التعليقات
إرسال تعليقك